بدأ العد العكسي لانطلاق  كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا،  ويستعد المنتخب المغربي للسفر إلى جنوب  إفريقيا  لبدأ الاستعداد  بقيادة رشيد الطوسي الذي يعلق عليه الجمهور المغربي آمالا كبيرة  ليحقق منتخب الأسود نتائج إيجابية تعيد هيبة الكرة المغربية التي افتقدتها في السنوات الأخيرة.

والأكيد أن رشيد الطوسي يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه وما ينتظره الجمهور المغربي من المنتخب في المونديال الإفريقي، حيث أكد أن رهانه يبقى هو التأهل إلى الدور الثاني كما دافع عن اختياراته بعد أن حدد أسماء اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في الحدث الإفريقي، وانتقد أيضا بعض المحترفين المغاربة  الذين رفضوا المشاركة مع المنتخب المغربي، موضحا أيضا الأسباب التي جعلته لا يستدعي مجموعة من اللاعبين الذين شكلوا في المباريات الأخيرة دعائم أساسية في المباريات .

" " التقى بالمدرب رشيد الطوسي فكان معه الحوار التالي :

قمت مؤخرا بجولة أوروبية مؤخرا والتقيت باللاعبين الذين يحترفون بالدوريات الأوروبية ، أي  خلاصة خرجت بها بعد لقائك بمجموعة من اللاعبين المغاربة ؟

كانت جولة مفيدة قادتنا للقاء مجموعة من اللاعبين الذين يلعبون بعدة دوريات أوروبية  كفرنسا وألمانيا وتركيا وإنجلترا، لقد مكنتنا هذه الجولة من الاقتراب أكثر  من اللاعبين وحاولت تقريبهم أيضا من أسلوب عملنا وكذا المسؤولية التي عليهم أن يتحملوها وهم يمثلون المنتخب المغربي في جنوب إفريقيا، أنا دائما أقول  أن التواصل يبقى جانبا مهما بالنسبة لأي مدرب ، لقد تابعنا بعض اللاعبين  في المباريات بل هناك من تابعناهم في تدريباتهم مع أنديتهم . 

حاولنا توسيع دائرة التواصل وآثرنا أن نتحاور مباشرة معهم ، وبالتالي كانت هذه الخطوة جد إيجابية، خاصة أننا شعرنا أن هناك رغبة وحماس من طرف كل اللاعبين الذين التقينا بهم، لقد قربناهم أيضا من طريقة عملنا  وقدمت لهم  فكرة عن البرنامج الذي وضعنا قبل دخول المنافسة الإفريقية رسميا.

جولتك تخللتها بعض المواقف المؤسفة كما كان حال مع حادث عادل تاعرابت .. فماذا عنها؟

بالفعل ، فقد أخذت قضية عادل تاعربت الشيء الكثير،  تأسفت كثيرا للسلوك الذي صدر منه،  حاولت لقاءه بعد وصولي لإنجلترا  مع الأسف أ لم يجيبني ولم يكن محترفا في تعامله، علما أن تاعرابت سبق أن أثار مشاكل بالمنتخب المغربي من قبيل رفضه خوض مباراة حاسمة ضد الجزائر ومغادرته المعسكر، على أي أنا لا أريد أن أعود إلى الوراء لأن تاعرابت أصبح من الماضي وما يهمني هو المستقبل.

غير أنك فاجأت الجميع بعدم ضمك الحسين خرجة عميد الأسود .. ما تعليقك؟

عدم استدعاء  الحسين خرجة يعود لأسباب فنية، لأن خرجة لا يدخل بصراحة في المنظومة التكتيكية التي أعتمد عليها، علما أن الباب يظل مفتوحا لكل لاعب يتألق ويستحق أن يحمل ألوان المنتخب المغربي، لأن كلمة الإبعاد لا تدخل في قاموس اختياراتي.

 هل كان سهلا عليك أن تختار القائمة التي أعلنتها مؤخرا، خاصة أن هناك مجموعة من اللاعبين الذين تألقوا هذا الموسم؟

بالطبع لم يكن  الاختيار سهلا، غالبا ما تكون هذه المرحلة صعبة على المدرب، أي المرحلة التي يكون فيها  مطالبا باختيار القائمة النهائية، لقد وضعت عدة معايير في هذا الاختيار، وكل اللاعبين كانوا يدركون أن هناك شروط غالبا ما جعلتها من أولويات الاختيار، معايير من طينة التنافسية والجاهزية والرغبة في الدفاع عن القميص المغربي والحماس وغيرها، لقد قمنا بمتابعة جميع اللاعبين منذ فترة وهذا ما يجعلني مقتنع باختياراتي.

كيف ترى حظوظ المنتخب المغربي في المجموعة الأولى التي تضم كل من أنجولا والرأس الأخضر وجنوب إفريقيا؟

سبق أن قلت أن هذه المجموعة متكافئة وكل المنتخبات تملك نفس الحظوظ ، نحن مطالبون بلعب المباريات بذكاء، لكن دعني أؤكد أننا نعلق آمالا على  المباراتين  الأولى والثانية أي مواجهتي أنجولا والرأس الأخسر لأني أخطط أن أحسم التأهل إلى الدور الثاني قبل مواجهة البلد المنظم منتخب جنوب إفريقيا في المباراة الثالثة والأخيرة ، لأني لا أريد أن أربط مصير المرور إلى الدور الثاني بالمباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا التي أكيد ستكون صعبة.

هل تعتقد أن المنتخب المغربي قادر على المشاركة الجيدة ؟

أعرف أن الجمهور المغربي قد عانى كثيرا في النسخ الإفريقية الأخيرة، لم تكن مشاركاتنا ناجحة بدليل أن  المنتخب المغربي كان يخرج منذ الدور الأول ، أنا لا أريد أن أبيع الوهم المغاربة لأقول أني ذاهب للفوز باللقب الإفريقي لأن  هدفي هو التأهل إلى الدور الثاني، والأكيد أن شهيتنا تكبر كلما تجاوزنا الأدوار.

أكيد أن الضغط نوعا ما سيكون  مطبقا عليك خاصة أن الجمهور ينتظر من المدرب المغربي الشيء الكثير بعد فشل تجارب المدربين الأجانب الأخيرة ؟

أولا يهمنا أن نسعد الجماهير، المنتخب المغربي  بلاعبيه وطاقمه الفني ومُسيريه يفكرون في  الجمهور المغربي الذي لم يذق طعم الفرحة منذ سنوات، نحن نشتغل ولنا الثقة في المجموعة التي اخترنا، أريد أن أؤكد أني اليوم أتحمل كامل المسؤوليات في جميع الاختيارات وكل ما أتمناه هو أن أترك بصمة في الكرة المغربية.

آثرتم الاستعداد في جنوب إفريقيا قبل دخول المنافسة الرسمية، هل تعتقد أن هذه الخطوة ستكون إيجابية للمنتخب المغربي ؟

أعتقد أننا ناقشنا كثيرا هذا الموضوع ، وكان من الطبيعي أن نهتم أيضا بالمكان الذي سنجري به المعسكر الذي يسبق المنافسة الإفريقية، لقد تجنبنا أن نسقط في أخطاء الماضي وأن نستعد بأروربا، لذلك لم نجد أفضل من الاستعداد بالبلد الذي سنخوض به المباريات الرسمية، حيث سنجري به  معسكرا بجنوب إفريقيا سيدوم 12 يوما ، وستكون الفرصة للاعبين من أجل الاستئناس بالأجواء هناك، خاصة أن السواد الأعظم من لاعبي المنتخب المغربي يخوضون لأول كأس أمم إفريقيا.

انفصالك عن الجيش أحدث نوعا ما غضبا في صفوف جماهير الفريق، خاصة أنهم علقوا عليك آمالا كبيرة ليعيد الفريق هيبته .. ماذا تقول؟

كنت سعيدا وأنا أعمل مع هذا الفريق، أنا أعتز بهذه التجربة رغم قصرها، لكني كنت مكرها لمغادرة الجيش لأن الواجب الوطني كان أقوى، فبعد تقلدي مهام تدريب المنتخب المغربي كان من الصعب علي الجمع بين المهمتين، لذلك كان من الطبيعي أن يحصل الانفصال في هذه الظروف، أشكر جمهور الجيش على مساعدته لي كما أتمنى التوفيق للفريق العسكري.