أضيف في 22 يناير 2012 الساعة 41 : 10
يبدو أن منطقة «الزبداني» ستكون الفتيل الذي سيشعل الصدام في المنطقة العربية ,فبعد أن سيطر المسلحون عليها جهزت واشنطن مطارا عسكريا على الحدود اللبنانية السورية لدعم المتمردين وسط أنباء بأن «حزب الله» سيتدخل بقوة لمنع تكرار نموذج «بنغازي» في سوريا. أعلن متحدث باسم «الجيش السوري الحر» – المتمردون في سوريا- أمس أن عناصره ستنفذ عمليات كر وفر وكمائن للمحافظة على سيطرتها على المنطقة خاصة بعد أن انسحب منها الجيش النظامي. انسحاب تكتيكي وأكد الرائد المظلي ماهر النعيمي من تركيا أن انسحاب الجيش السوري النظامي هو على الأرجح انسحاب تكتيكي يروم إلى إعادة ترتيب المجموعات ومن ثمة شن هجوم كاسح من كافة الجهات على «الزبداني». وأضاف في نبرة تشاؤمية أن الأسلحة التي بحوزة «الجيش الحر» – دائما وفق تعبيره – وعتاده لا تسمح بالمواجهة المباشرة مع مجموعات الجيش النظامي إلا أن «الحر» سيستفيد من طبيعة الجغرافيا في «الزبداني» وفي محيطها للقيام بعمليات كر وفر. وسرعان ما وجدت هذه التصريحات صداها في واشنطن التي سارعت إلى تهيئة الظروف الأمينة والعسكرية واللوجستية لدعم المتمردين السوريين. فقد أوردت مصادر إعلامية لبنانية وسورية مطلعة أن وفدين من السفارة الأمريكية ببيروت زارا مؤخرا منطقة «عكار» ومنها توجه إلى قاعدة القليعات الجوية قصد تهيئتها وإعادة تأهيلها لتكون مطارا عسكريا على الحدود اللبنانية السورية يدعم التمرد العسكري في سوريا. وأضافت أن واشنطن تريد من إعادة تأهيل مطار القليعات – والذي يبعد حوالي 6 كيلومتر عن الحدود السورية – أن يصبح «قاطرة عسكرية» تسمح بمرور المسلحين وبالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة إلى داخل التراب السوري. وربطت هذه المصادر المطلعة بدراسة واشنطن إغلاق سفارتها في دمشق, إذ يبدو أن الولايات المتحدة بدأت في التفكير جديا في لعب أوراقها بالمكشوف وبالتالي إعلان الحرب رسميا على النظام السوري من أجل إسقاطه. وحذرت واشنطن الليلة قبل الماضية من أنها قد تغلق سفارتها في سوريا قريبا بسبب تدهور الوضع الأمني هناك. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية : على الرغم من أنه لم يتخذ بعد قرار فلدينا مخاوف كبيرة وخطيرة بشأن الوضع الأمني المتدهور في دمشق.. أبلغنا الحكومة السورية بأنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة خلال الأيام المقبلة فقد لا يكون أمامنا من خيار سوى إغلاق السفارة. دور «حزب الله»؟ وفي سياق متصل, كشف رئيس المجلس السوري لإعلان دمشق في المهجر عبد الرزاق عيد عن وجود استعدادات لدى حزب الله للهجوم على بلدة «الزبداني» في ريف دمشق من جهة الحدود اللبنانية في البقاع. وقال إن الهدف من العملية هو محاولة استعادة البلدة من أيدي المنشقين الذين سيطروا عليها مؤخرا. وبعيدا عن الجانب العسكري الأمني للمشهد السوري , أعلن مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية السفير علي جاروش أن هناك توجها عاما يريد التمديد لبعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا لمدة شهر اخر على أساس أن البعثة العربية بدأت عملها تدريجيا وتكتسب – أي البعثة – زخمها المطلوب باطراد. اكتساب الزخم المطلوب وقال جاروش إن رئيس البعثة العربية الفريق مصطفى الدابي تيقن بأن البعثة اكتسبت الزخم المطلوب خلال الايام القليلة الفارطة سيما بعد أن زاد عدد أعضائها وانتشرت المجموعات المراقبة في عشرين موقعا داخل التراب السوري. وأكد أن تقرير البعثة الذي سيقدم اليوم الأحد إلى الجامعة العربية ينبني أساسا على الواقعية والمصداقية والموضوعية ولا ينحاز إلى أي طرف من أطراف الأزمة السورية. واردف أن بعض وسائل الإعلام تحرض على وفد الجامعة وتلفق الأكاذيب والترهات ضده مشيرا إلى أنها تعمل على تشويه الحقيقة ككل. من جهتها، أكدت بسمة القضماني المتحدثة باسم المجلس السوري المعارض ان المجلس قدم طلبا رسميا للجامعة باحالة الأزمة السورية الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
|