عادل أربعي
منذ انطلاق حركة 20 فبراير والدولة تُوجه سهامها لاسقاطها، لا لشيء الا أن هذه الحركة تُطالب بالقضاء على الفساد والقطع مع الاستبداد بالسلطة. لذلك فالدولة قامت ب”مجهودات” خارقة بتسخير جميع أجهزتها السرية والعلنية فضلاً عن “البلطجية” لتقويض شرايين حركة التغيير السلمية ولتشويه شبابها.
صحيح أن الدولة لا تزال تُريد قطع شرايين هذا الحراك الشعبي ولو بعملية قيصرية، وصحيح أيضاً أن الدولة حاولت تمويه الشعب بالاسراع الى تعديل الدستور وكأن الدستور “أم المطالب”، لكن ما الذي سيجعل حركة 20 فبراير تحقق المطالب الكبرى التي سطرتها وهي “الديموقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية” في نظام ملكي برلماني تكون فيه كلمة الشعب ذا قيمة.
أولا، يجب التذكير بأن لا أحد يُنكر التلاحم القوي للقوى الديموقراطية ونُخب التغيير مع حناجر وشعارات شباب 20 فبراير، منذ أولى شرارات الاحتجاج من أجل التغيير الحقيقي، لكن الأن دقت ساعة الحسم، خصوصاً والحركة أصبح الشعب يرى أنها تتنكر لرفع مطالبه والوفاء لها. كيف؟
مجلس دعم حركة 20 فبراير، أثبت وبالملموس أنه مجلس فاشل، عليه أن يرحل ويتفسخ. لماذا؟ أمثلة جمة تُعجل بحل هذا المجلس ومطالبته بالكف عن لعب دور “العراب”. لا يمكن سرد كل الأسباب التي تجعل أعضاء هذا المجلس يرفعون أيديهم عن حركة الشباب، لكن أولها “الريموت كونترول” الذي يستخدمه بعض “الحرايفية” من داخل هذا المجلس خصوصاً في الدعوة الى عقد جموع عامة سابقة أو طرح مجموعة من النقاط في جداول أعمال هذه الجموع او حتى التحكم في مسارات المسيرات الشعبية والأحياء. ثاني الأسباب من بين الكثيرة، هو ما وقع أثناء التدخل العنيف لقوات القمع في “تمارة” حين قام شباب حركة 20 فبراير بالانتقال الى غابة تمارة “للنزهة” والاحتجاج لاغلاق معتقل تمارة السري، أثنائها سيقوم مجلس الدعم بعد “التفرشيخ” الذي تعرض له مناضلو الحركة من الشباب بـ”التكفل” بشاب واحد فقط واقتناء جميع احتياجاته الطبية، لسبب بسيط وهو أن هذا الشاب يظهر كثيرا على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، فيما تم اهمال عدد كبير من الشباب الذين ضلوا يكمدون جراحهم بماء “السقاية” أمام مقر “الجمعية المغربية لحقوق الانسان” بالرباط، ثالث الأسباب وليس أخرها، أن هذا المجلس لم يُثبت قدرته على دعم حركة الشباب لأنه في الأصل عاقر، فكان يقتصر على تلقي “هبات” من جهات يقوم بتسديد ديون مطبوعات الحركة دون أن يكون أعضائه “مدعمون” بأنفسهم للحركة. ليس بالشفوي طبعاً.