قالت تقارير غربية أن معمر القذافي فر إلى سبها قبل سقوط باب العزيزية بأيام، بالتزامن مع عملية نقل أموال ضخمة إلى المنطقة الصحراوية ذاتها، بإشراف رئيس الاستخبارات صهر القذافي عبد الله السنوسي، وقدرت تلك الأموال بنحو 5 مليارات دولار نقدا تم تهريبها باتجاه سبها عبر شبكة الأنابيب الضخمة الموروثة عن مشروع "النهر الصناعي العظيم" الذي يعد أحد المشاريع الجنونية التي أطلقها العقيد القذافي في الثمانينيات وتحولت أنابيبه التي يبلغ قطرها نحو أربعة أمتار بعد فشل المشروع إلى مسالك سرية تستعمل للأغراض العسكرية.
وكشف مصدر فرنسي خبير في الشؤون الأمنية لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن هذه العملية تشبه ما فعله الرئيس العراقي السابق صدام حسين عشية سقوط بغداد حيث قام بتهريب كميات ضخمة من السيولة النقدية لاستعمالها في تنظيم عمليات المقاومة بعد الاحتلال الأميركي.
وتخشى الاستخبارات الغربية ألا يكون هدف العقيد القذافي من خلال تهريب وتخزين هذه الأموال مقتصراً فقط في التصميم على مواصلة القتال على الصعيد الداخلي الليبي بعد سقوط طرابلس. بل تخشى أن تكون لدى العقيد القذافي الذي يمتلك سوابق عديدة في مجال الإرهاب الدولي نيات في الانتقام من الدول الغربية المشاركة في حملة الأطلسي عبر تمويل عمليات إرهابية وتفجيرات فوق أراضيها وخصوصاً أن منطقة سبها التي جرى تخزين تلك الأموال فيها تبعد أقل من 50 كيلومترا عن الحدود المترامية الأطراف لمنطقة الساحل الأفريقي، حيث من السهل تسريبها إلى خارج ليبيا لتمويل جماعات إرهابية وفرق من المرتزقة، لضرب المصالح الغربية في الخارج.