السؤال اذن ؟
- هل ستكون محطة 24 فبراير 2016 محطة فارقة مرة أخرى في تاريخ الحركات الاحتجاجية بالمغرب ؟
مؤشرات عدة تجعل من الأمر و المرحلة أكثر تعقيدا مما يظهر للمتتبع و كل الاحتمالات تبقى واردة .
1 – قد تنفذ النقابات الأربع قرار الإضراب العام بشكل عاد و محتشم و بمشاركة هزيلة للشغيلة و باقي الفئات المعنية و المدعوة للإضراب ، و هو احتمال تزكيه وضعية النقابات و تراجعها في تأطير الشغيلة و الشارع مؤخرا نتيجة وضعياتها الداخلية و التنظيمية ، و نتيجة التحولات السياسية و الاجتماعية التي يعرفها المغرب . و هو الأمر الذي سيقود إلى أزمة حقيقية داخل النقابات و إطارات التأطير ، وسيتم الإعلان الفعلي عن موت العمل النقابي بالمغرب بشكل علني ومعلن ، مما سيفتح الباب أمام مغامرات تنظيمية جديدة .
2 – قد ينجح الإضراب و تتكبد الدولة خسائر في اقتصادها الهش أصلا بحكم الظرفية و البنيات ، مع شرط التعامل السلس و الحكيم مع الإضراب في جانبه التنظيمي ومن قبل جميع الأطراف ( النقابات الداعمة للمحطة ، الدولة و الأمن ..) ، و هو الأمر الذي يستدعي التحاق السكرتاريات و شبة النقابات و التنظيمات التي بدأت تقود و تتبنى مجموعة من الفئات و المطالب ( الأساتذة المتدربين ، الأطباء ، حركات اجتماعية أخرى ذات البعد المطلبي الاجتماعي و الاقتصادي ) ، و هذا الأمر قد يرغم الحكومة الحالية و المغامرة جدا في تعاملها مع المطالب و الملفات الاجتماعية و خصوصا التي تهم ما كان يعرف بالفئات المتوسطة كالموظفين ..على التراجع ، وهو التراجع الذي سيترجم في الانتخابات التشريعية المقبلة ، لتمهد الطريق أمام سيناريو ما قبل 2011.
3- قد تتفاعل المكونات المحركة للاحتجاج و الإضراب و قد تنضاف لها مكونات أخرى لا تزال في الكمون مستغلة الظرفية المتقلبة و أزمة التنظيمات التي يعرفها المغرب ، وقد ينفلت الأمر خصوصا إذا تم التعامل مع الوضع ومع الشارع بمنطق التأجيج .
هي سيناريوهات محتملة ، وإن تباينت في شكلها فهي تبقى واردة بحكم الاحتقان الذي يعرفه الوضع الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي بالمغرب في المرحلة الراهنة . الوضع الذي يفترض الكثير من الحكمة ، و إرساء الحكامة الكفيلة بتدبير و تبرير الاحتقان .