جمعيات تكرس التخلف الثقافي بمدينة المحمدية
يوما بعد يوم العالم يتطور من حولنا ونحن في مكاننا لا نتزحزح . التطور الذي وصل له العالم هو نتاج للرقي الفكري و الثقافي للمجتمع ، لا تطور مجتمعي بدون ثورة ثقافية حقيقة تنشر القيم الإنسانية النبيلة .
من أدوار جمعيات المجتمع المدني هو خلق هذه الثورة الثقافية و الرقي بالمجتمع . نعم نحن نعيش اليوم في عالم هو عبارة عن دوار صغير ، ولكن ليس كل ما نستورده من الثقافة الشرقية أو الغربية نافع ، فنحن فقط نستورد كل ما هو جاهز دون التفكير لا في إيجابياته ولا سلبياته .
لكن اليوم كل المتابعين للشأن الثقافي بالمدينة يجمعون على أن المدينة تعيش تخلف ثقافي و الجمعيات تكرس هذا التخلف ، و هذا التكريس بمباركة السلطة التي تتحكم في كل شيء بمدينتنا المحمدية وبالمغرب ، و من يتحكم في الثقافة فهو يتحكم فينا بطريقة أو بأخرى ، التحكم في الثقافة هو تحكم في كل سلوكياتنا . و طبعا هناك محاولات جادة لكنها ضعيفة أمام هذا المد العملاق من تكريس التخلف المدعوم بكل الوسائل .
هذا التخلف الثقافي الذي تقوم السلطة والجمعيات التابعة لها بتكريسه بمهرجاناتها و أنشطتها لن ينفعها طويلا و سيأتي اليوم الذي ينقلب فيه السحر على الساحر ، مهما حاولتم أن تعطوا شرعية لما تفعلوه في هذا المجتمع بقوانينكم و مقارباتكم التشاركية و كل خزعبيلاتكم .
لا تطور ثقافي إلى بثورة ثقافية جادة و مستقلة عن السلطة .
الثقافة و السلطة دونتي مكس
بقلم : تاج الدين عسلي