العلاقة الحميمة كالزهرة ؛ تحتاج إلى الرعاية والعناية والاهتمام من كلا الزوجين ، ولا يجب أعتبرها مجرد تحصيل حاصل للزواج .
بعض الرجال يعتقدون أن استخدام بعض الوسائل ، سواء الدوائية أو حتى الأجهزة المساندة ؛ لتحسين الأداء الجنسي يؤثر على رجولته أمام الزوجة ، ويجعله يعتقد أنها ستنظر إليه بنظرة عدم احترام .
الأمر الذي يجعله يعاني في صمت ، وقد يلجأ لبعض الأساليب العنيفة في التعامل مع الزوجة ، أو حتى إلى الطلاق .
وفي الحقيقة هناك تطور علمي هائل لمعالجة مثل هذه الأمور ؛ مما ينعكس إيجاباً على العلاقة الزوجية .
المشكلة :
رسالة من السيدة أم أحمد ، تقول فيها : إنها متزوجة منذ 7 سنوات من رجل يكبرها بنحو 9 سنوات في أواخر الأربعينيات من العمر ، ولديها ولدان ، حياتها عادية من جميع النواحي ، ما عدا ما بدأ يطرأ على العلاقة الحميمة من فتور واضطراب ، بعد أن اكتشفت أن الزوج يستعمل حبوباً وأدوية «وأشياء أخرى، لا تعرف ماهي» قبل العلاقة الحميمة .
والذي عادة ما ينتهي بالكثير من الغضب من جانب الزوج ، الذي يضع كل اللوم عليها ، بأنها تفقده الرغبة والقدرة الجنسية ؛ لعدم تجاوبها معه في الجماع، وهو الأمر الذي تقول : إنه غير صحيح على الإطلاق ، فهي إنسانة مثقفة ومتابعة جيدة لكل ما يتعلق بتحسين العلاقة بين الزوجين ، وكل ما قالته له هو أن يذهب لاستشارة طبيب مختص ، بدلاً من أن يستعمل هذه الأشياء ، وذلك خوفاً عليه ، وحرصاً على صحته .
وتضيف : إنها أصيبت بصدمة شديدة من ردة فعله العنيفة ، إلى درجة أنه هددها بالطلاق ، وهي التي تحرص على صحته ، وكانت مثل الممرضة له عندما أدخل للمستشفى قبل سنة ؛ نتيجة إصابته بارتفاع مفاجئ في نسبة السكر في الدم ؛ الأمر الذي تطلب أن يبدأ الزوج في استعمال الأنسولين ؛ لتخفيض نسبة السكر لديه .
وتسأل : هل أنا أخطأت ؟ ماذا أفعل لإنقاذ حياتي الزوجية من الانهيار ؟ وهل يمكن أن يعود زوجي للاستمتاع بحياته الحميمة مرة أخرى ، أم أن عليها أن تنسى هذا الأمر ، وتهتم فقط بتربية الأولاد ؟
الإجابة :
أرجو أولاً أن ننظر للأمر نظرة بعيدة عن ، من المسؤول ؟ أو على من يقع اللوم لما أصاب العلاقة الحميمة ، وانعكس بالتالي على العلاقة الزوجية بصورة أكبر ؛ حتى نستطيع أن نصل إلى الحل الأمثل لهذه الحالة بينك وبين زوجك .
المشكلة التي يمر بها زوجك في الأساس ؛ هي نتيجة تراكمات الثقافات المنتشرة في كل المجتمعات ، ولا أقصد هنا المجتمعات العربية فقط ، وإنما تشمل حتى أكثر المجتمعات تقدماً ، ولكن بدرجات مختلفة ، وهي الخلط بين معنى الفحولة والرجولة من جانب ، وبين الغضب الذي ينعكس على شريكة الحياة ووضع اللوم عليها وتحميلها مسؤولية فشل العلاقة الحميمة ، حتى وإن لم يكن ذلك صحيحاً ، الأمر الذي يجعل الزواج كله في خطر .
وجدت الدراسات التي أجريت على أسباب الطلاق في المجتمع العربي ؛ أن الاضطرابات الجنسية ؛ تشكل أحد أهم العوامل المؤدية للطلاق ، يليها الأسباب المادية ، ثم تدخلات الأسرة في أمور الزوجين ، حتى الخاصة منها .
وهنا أتوقف عند حقيقة طبية ذكرتِها في آخر الرسالة ، وأعتقد أنها تشكل المفتاح الرئيس لحل المشكلة التي يعاني منها الزوج ، والتي تتمثل في تأثير مرض السكر على القدرة الجنسية لديه .
تأثير مرض السكر على العلاقة الحميمة :
1. يعتبر مرض السكر من أكثر الأسباب المؤدية إلى حدوث الضعف الجنسي لدى الرجال بصورة كبيرة جداً ، وللأسف بعض الحالات لا يعرف أنه يعاني من مضاعفات عدم انتظام نسبة السكر في الدم في الحدود الطبيعية ، وهو ما يؤثر على الأعصاب الخاصة بالعضو التناسلي للرجل .
2. في بعض الحالات ؛ قد يساعد استخدام بعض الأدوية المقوية للرجل لعلاج مثل هذه الحالات ، وإن كان مثل هذه الأدوية لا تفيد كثيراً في حال فقدان الرغبة الجنسية ، والتي تعالج بطريقة مختلفة .
3. بعض الحالات تستفيد من الاستعانة بالأجهزة التعويضية ، والتي يتم إدخالها في جسم عضو الرجل بإجراء جراحي بسيط ، ويتطلب الأمر دقة التشخيص أولاً من قبل الطبيب المختص .
4. من المفيد هنا أن نتوقف عن إثارة الشعور بالشفقة تجاه الزوج ، والذي يجعله يتألم نتيجة الاعتقاد السائد بأنه فقد رجولته ، وهو ما يفسر ميله للعنف ؛ في محاولة لاشعورية لتغطية إحساسه بالضعف والخوف .
5. يجب التوقف عن محاولات «اختبار القدرة» ؛ حتى يتم علاج الخلل الموجود ، كما يجب الالتزام بالانضباط في تناول أدوية السكر ، والتحكم في نسبته في الدم بصورة جادة .
6. حاولي التحدث مع الزوج بطريقة تجعله يدرك مدى تمسكك بالحياة الزوجية وإصرارك على مواصلة مشوار الحياة معه ، أشركيه في أمور الأولاد وأمور البيت ، وحاولي أن تجعليه يشعر بأهميته كرجل في حياتكم ، أنت والأبناء ، فهذا سيجعله يشعر بصدق المشاعر نحوه ، بعيداً عن الشفقة ؛ التي تؤثر سلباً عليه .