الى دائرة الضوء..السيناريو نفسه، الاخراج نفسه،والفرجة بالمجان

شهدت مدينة المحمدية  عهد  فوزية امنصار العامل السابق على عمالة المحمدية حملة شرسة  ضد احتلال الملك العمومي بالمدينة ، تفعيلا لقرار وزارة الداخلية الصادر اواخر العام 2013، حملة قيل عنها الكثير، وتحركت حينها أقلام كثيرة ضد اومع تلك  الحملة ، وبدأت ملامح صراع بين محتلي الملك العمومي والسلطات وعلى رأسها عامل المدينة وخليفتها ، واعتبر مجموعة من المحللين والنقابيين والتجار وحتى المواطنين العاديين ان حملة تحرير الملك العمومي وبتلك الطريقة وذلك الشكل . لن ولن تنجح بالمدينة.
اليوم الاثنين 5 ماي 2014 بالضبط شهدت مدينة المحمدية وبطريقة غريبة ومفاجئة  حملة ضد  بعض - نقول بعض - اصحاب المقاهي بحي الحسنية 1 بعالية المحمدية  حملة قادها خليفة العامل رفقة عدد كبير من القياد معززين بالقواة المساعدة وأعوان السلطة ...
ونعود لكلمة "بعض" ولماذا نلح عليها؟ نعم الحملة شملت بعض المقاهي من وسط حي شعبي وهو الحسنية ومن وسط منطقة العالية ومن وسط مدينة المحمدية .
السؤال المطروح لمذا اربعة مقاهي او خمسة يشملهم تحرير الملك العمومي بالمحمدية من وسط المدينة  مع العلم ان الحملة الحقيقية والمشروعة والمقبولة والمنطقية والمدروسة كان لازما ان تبدأ من اول دكان بجوار أصحاب القرار بالمدينة - يقول أحد المتضررين اليوم - .

..اذن نقول وبغض النظر لهذه " المزاجيات للسلطات بالمدينة " وربما لها علاقة ايضا بتصفية الحسابات ، نعم نقولها صراحة .
نقول اذن انه اذا كان احتلال الملك العمومي منتشرا ومنذ عقود بمختلف احياء المحمدية وما قد يشكل بعضه مظهرا من مظاهر الفوضى ، فان هذا الامر يحتاج الى مقاربة شمولية وان حل هذا المشكل  نقوله دائما في محمدية بريس ،كان يجب ان يتم بصفة تدريجية دون السقوط في التسرع حيث كان الاولى وقف استمرار عمليات احتلال الشوارع والازقة وبعد ذلك تتخذ الاجراءات الصارمة ضد من يستمرون في فرض سيطرتهم على الملك العمومي بطبيعة الحال بالحوار والنقاش.
فما يقع من جديد  اليوم بالمحمدية مما تسميه السلطات باحتلال الملك العمومي ، يعد فعلا تسرعا وخرجة اعلامية اشهارية لاغير ولبرما وكما تسرب الينا عن كون جلالة الملك سيحل قريبا بالدارالبيضاء وقريبا جدا بالمحمدية مما جعل السلطات تتحرك لاظهار مايمكن اظهاره واجبا وحسنا ..

 فملف تحرير الملك العمومي وخاصة بالمحمدية نقولها صراحة  ، لايحل ويتم القضاء عليه بهذه المسرحية التي سئمت الساكنة مشاهدة فصولها البئيسة كونه ملف شائك ملف ومعركة يصعب على هذه السلطات الانتصار والفوز فيها وبالتالي فرض القانون بين عشية وضحاها دون دراسة ودون حوار مع المعنيين بها ودون ودون.. اشياء كثيرة  يضربها من له القرار بالمدينة "قديما وجديدا .."  ادراج الرياح وكأنه قد يخيل لهم انهم يملكون عصا موسى.

فالكل بالمحمدية يتذكر " التراكسات " يتذكر معها مقهى نظيف يتذكر معها تجار زنقة السقاية بالقصبة يتذكر معها فشل اقناع مقاهي راقية بتطبيق قرار السيدة العامل بتحرير الملك العمومي وبالتالي العدول عن التنفيذ وتحويل الاليات لمناطق مستضعفة سرعان ما غالبيتها تصدى واستفاق وطالب بالانصاف والبديل ،هذا البديل الذي لايوجد في قاموس السلطات بالمحمدية.

اذن المواطنون بالمحمدية اليوم يتساءلون  وهم في عهد عامل جديد الكل بالمحمدية يستحسن قراراته وزياراته المفاجئة لعدد من المصالح والمؤسسات بالمحمدية ووقف شخصيا على خروقات وتقصيرات الكل بالمحمدية يحييه بحرارة على ذلك   اذن المواطنون بالمحمدية اليوم يتساؤلون : هل ماوقع اليوم بالمحمدية  هو فعلا  يعد تحريرا للملك العمومي بالمدينة وبهذه الطريقة  ؟ ام ماذا؟

السلطات بالمحمدية نقولها مرة اخرى  يجب ان تستفيد من التجارب والسياسات السابقة  بمدن ببلادنا بتجنب اشهار العصا وان تعمل باعتماد دراسة ومقاربة شمولية وتقف عند الاسباب الحقيقية وراء تنامي هذه الظاهرة ويمكن معالجتها في بعدين:
- بعد قريب ومتوسط يتمثل في إعادة هيكلة وتنظيم المحتلين للملك العام كإجراء مؤقت من أجل حركة سير سلسة.
- بعد إستراتيجي يتمثل في التحلي  بالإرادة السياسية الحقيقية والجادة نحو الإصلاح والتغيير كشرط أساسي للتنمية الإنسانية، تترجم بفتح تحقيق نزيه وشفاف بعيدا عن التجاذبات السياسية
 - عدم نهج السياسة الإنتقائية مع المخالفين، وكذلك خلق برامج تحسيسية للتوعية والتربية على المواطنة لتجسيد مبادئ وقيم المدنية، والمدينة الحديثة.